يدخل غالبية المحتجزين في سجن استقبال طرة يومهم السابع منذ بداية إعلانهم للإضراب عن الطعام، وفقًا لمتابعة الجبهة المصرية لحقوق الإنسان مازال غالبية سجناء استقبال طرة مستمرين في الإضراب والامتناع عن استلام «التعيين» لليوم السابع على التوالي، احتجاجًا على سوء المعاملة والانتهاكات التي تمارسها إدارة السجن وقوات مصلحة السجون بحقهم. وقام البعض بتحرير محضر رسمي لتسجيل إضرابهم يوم الثلاثاء 14 أكتوبر، بينما تقدم آخرون بشكوى للنائب العام.
وحسب مصادر للجبهة المصرية، فقد بدأت الأزمة يوم الثلاثاء 29 سبتمبر حين قامت حملة من مصلحة السجون بتجريد زنازين الدور الرابع من أدوات المطبخ والسخّانات. واستمرت حملات التجريد لما يزيد عن عشرة أيام، طالت فيها كافة عنابر السجن وسط تصاعد متزايد للانتهاكات إِزاء المحتجزين، حيث جرّدت الزنازين من كافة الأدوات والمتعلقات الشخصية بما في ذلك صناديق الثلج «الأيس بوكس»، والمراوح، والطعام، والوسادات، والملابس، وجرادل المياه والتي يعتمدون عليها في تخزين المياه، لأنها لا تتوافر سوى لدقائق فقط على مدار اليوم. كما نُقل بعض المحتجزين بالدور الثالث من زنازينهم إلى زنازين أخرى خالية من أية محتويات ولم يبق مع كل محتجز سوى سترتين ميري و غطائين مع الدخول في فصل الشتاء. كما تعرّض محتجز يعاني من مرض نفسي للاعتداء من قبل موظفين في السجن عبر صدم رأسه بالحديد عدة مرات، مما دفع المحتجزين للهتاف لإبداء الاعتراض ضد تصرفات قوات الأمن القائمة على حملة التجريد، ثم قرروا الدخول في الإضراب يوم الأحد 11 أكتوبر واستمروا في الهتاف بشكل يومي ضد إجراءات المصلحة.
يندد المشاركون في الإضراب بأسلوب التفتيش المهين الذي تتبعه قوات مصلحة السجون، حيث يخرج المحتجزون من الزنازين مقيدين بالكلابشات من الخلف ويجبرون على الجلوس على الأرض مواجهين للحائط. ويذكر أن الاعتراض على هذا الأسلوب كان سببه اعتداء موظفو السجن على اثنين من المحتجزين بالصواعق الكهربائية وإرسالهما للتأديب بعد تجريدهم من ملابسهم ما عدا الداخلية منها فقط.
يطالب المضربون في سجن الاسنقبال على ضرورة حضور النيابة إلي السجن للوقوف على وضعيته الحالية، وضرورة تراجع إدارة السجن عن الإجراءات المتبعة منذ حملة التجريد يوم 29 سبتمبر 2020، وتقييد المحتجزين أثناء الزيارات، ومنع التريض، وغلق الكانتين والخروج للعيادة وسحب الأمانات، واخراج الأشخاص من التأديب، وإرجاع كافة متعلقاتهم الشخصية.
تتضامن الجبهة المصرية مع مطالبات المحتجزين في سجن استقبال طرة، وتؤكد على ضرورة استماع السلطات وعلى رأسها وزارة الداخلية وإدارة السجن لمطالبات المضربين، وتناشد النيابة بالالتزام بدورها في الإشراف القضائي على أماكن الاحتجاز، كما تشدد الجبهة المصرية على أن إضراب سجن استقبال طرة وهو يعد أحد السجون الأقل تعسفًا من سجون مشددة أخري كالعقرب، هو مؤشر خطر على ما وصلت إليه السجون المصرية مؤخرًا، ما يؤكد على ضرورة التحرك السريع لايفاف هذا التدهور و الخرق الجسيم للقوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق السجناء.