يمر هذا الأسبوع عامٌ كامل على الحبس التعسفي للناشط القبطي رامي كامل. وإذ تستنكر المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه استمرار حبسه التعسفي، تؤكد أن هذا الحبس يأتي انتقامًا منه على عمله الحقوقي كمدافع عن حقوق الأقباط في مصر، على المستويين المحلي والدولي. وتعتبر المنظمات أن تعنت السلطات في رفض الإفراج عنه يهدد حياته بالخطر كونه مريض بحساسية الصدر المزمنة وسط مخاوف من انتشار وباء كوفيد- 19 في السجون. وعليه تجدد المنظمات مطلبها بالإفراج الفوري عنه وإسقاط الاتهامات الملفقة بحقه، ووقف التنكيل بالمدافعين المصريين عن حقوق الإنسان، وخاصة المتعاونين مع آليات الأمم المتحدة.
كانت قوة أمنية قد اقتحمت منزل رامي كامل فجر السبت 23 نوفمبر 2019 بمنطقة الوراق، وألقت القبض عليه بعد تفتيش منزله ومصادرة هاتفه المحمول والكاميرا والكمبيوتر الشخصي. وبعد اختفاء عدة ساعات تعرض فيها رامي للضرب والإهانة، حسبما ورد في أقواله لاحقًا، ظهر رامي في مقر نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس، حيث تم التحقيق معه للمرة الأولى في غياب محاميه. ووجهت له النيابة اتهامات؛ بالانضمام لجماعة إرهابية وتمويلها، ونشر أخبار كاذبة، وقررت حبسه احتياطيًا على ذمة التحقيق في القضية رقم 1475 لسنة 2019.
كانت هيئة الدفاع قد قدمت بلاغ للنائب العام ووزير العدل بشأن التحقيق مع كامل دون محامي، وطالبوا بفتح تحقيق في واقعه تعذيبه من قبل الأمن الوطني بعد القبض عليه لإجباره على فتح هاتفه المحمول، ولكن دون جدوى. بل على العكس تعرض كامل خلال مراحل التحقيق لمزيد من الانتهاكات بما في ذلك تأجيل جلسات التحقيق معه لأكثر من شهرين، ثم تجديد حبسه عدة مرات غيابيًا دون مثول للتحقيق أو حضور محاميه. ورغم مثول كامل للتحقيق أخيرًا في جلسة 2 نوفمبر الماضي بمقر أكاديمية الشرطة، قررت النيابة احتجازه في زنزانة ولم يحضر الجلسة فعليًا ولم يتم التحقيق الفعلي معه، وتم تمديد حبسه 45 يوماً. هذا بالإضافة إلى ظروف حبسه السيئة وغياب الرعاية الصحية الضرورية له، باعتباره مريض بحساسية صدر مزمنة تسببت في تعرضه لأزمات تنفسية أكثر من مرة، ومخاوف شديدة على صحته في ظل تفشي وباء كوفيد -19.
جدير بالذكر، أن منظمات حقوقية محلية ودولية وأممية قد انتقدت حبس الناشط القبطي رامي كامل وطالبوا بالإفراج الفوري عنه؛ وأنه لا ينبغي أن يواجه المدافعون عن حقوق الإنسان في مصر كل هذه الأنماط من التخويف والتنكيل والانتقام بسبب تعاونهم مع آليات الأمم المتحدة أو نشاطهم الحقوقي. إذ أن احتجاز كامل جاء قبل أيام من مشاركته في مؤتمر أممي خاص بحقوق الأقليات، كان من المقرر أن يكون له فيه اسهام قيم حول حقوق الأقباط في مصر. وتعتبر المنظمات الموقعة أن اعتقاله واستمرار إحتجازه تعسفًا يأتي ضمن حملة أمنية أوسع نالت من العديد من الحقوقيين بسبب تواصلهم مع آليات الأمم المتحدة أو انفتاحهم على المجتمع الدولي بشكل عام، مثل المحامي الحقوقي محمد الباقر، والحقوقي إبراهيم متولي، والحقوقي جاسر عبد الرازق.
المنظمات الموقعة على هذا البيان تجدد مطلبها بالإفراج الفوري عن رامي كامل وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، ووقف هذه الحملة الانتقامية بحق الحقوقيين المصريين، بما في ذلك الملاحقات القضائية وحملات التشهير الإعلامية وقرارات حظر السفر ومصادرة الأموال والإدراج على قوائم الإرهاب، وغيرها من الممارسات التعسفية التي تسعى لإسكات المجتمع المدني وتكميم أفواه المدافعين عن حقوق الإنسان وتخويفهم، وعرقلة عملهم المشروع والمكفول على المستويين المحلي والدولي بموجب التزامات وتعهدات مصر الدولية.
المنظمات الموقعة:
-
مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
-
الجبهة المصرية لحقوق الإنسان
-
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
-
كوميتي فور جستس
-
مؤسسة حرية الفكر والتعبير
-
مركز النديم
-
مبادرة الحرية
-
المفوضية المصرية للحقوق و الحريات.