علمت الجبهة المصرية باستمرار إضراب المحتجزات الخمس، اللاتي تم تشريدهنّ إلى عنابر “الجنائيات” بسجن القناطر للنساء، لليوم الثامن عشر على التوالي، احتجاجا على التشريد وعلى الاعتداءات المروعة التي ارتكبتها بحقهنّ إدارة السجن في أواخر نوفمبر الماضي من ضرب وإهانة ومصادرة متعلقاتهن الشخصية.
وقد أدلت إحدى محتجزات سجن القناطر أمام محكمة الجنايات أثناء جلسة تجديدها بشهادتها حول معلومات جديدة بشأن الانتهاكات التي ارتكبت بحق محتجزة أخرى ممن تم تشريدهن. فأفادت المحتجزة الشاهدة بأن الضابط أثناء إخراج إحدى المحتجزات من العنبر لتشريدها أمسكها من رقبتها بشدة حتى شعرت بالاختناق، واعتدى عليها بالضرب بحذائه وبتقطيع خمارها، كما حرّض اثنتين من “الجنائيات” لضربها وتقطيع ملابسها. وأضافت بأن تلك المحتجزة ممنوعة من الزيارة، وبأن إدارة السجن لا تسمح لها سوى بكميات قليلة جدًا من الطعام وتمنع عنها الملابس الشتوية، ما أدى إلى فقدانها نسبة كبيرة من وزنها وإلى تضاعف معاناتها من البرد إلى حد الارتجاف ليلا، كما قالت المحتجزة بأن رئيس المباحث عندما علم بتقديمهنّ شكاوى للنائب العام قام بتهديدهنّ وأكد على عدم اكتراثه بالشكاوى وأنه لن يتراجع عن سياسته.
يذكر أن أهالي المحتجزات اللاتي تم تشريدهنّ قد تعرّضوا هم أيضا للتعنت حين ذهبوا للزيارة عقب الواقعة. فقد اضطروا للانتظار خارج السجن إلى وقت متأخر حتى سمحت لهم إدارة السجن بالدخول للزيارة. وذكروا أن المحتجزات خرجن للزيارة في حالة سيئة وبدا عليهنّ الإعياء الشديد.
وكان محامون قد تقدموا ببلاغ للنائب العام ضد رئيس المباحث على خلفية الاعتداءات الواقعة على محتجزات آخرين من بينهم سمية ماهر، وقد أحيل البلاغ لنيابة القناطر الجزئية بتاريخ 29 نوفمبر 2020. تطالب الجبهة المصرية النيابة بفتح تحقيق مع رئيس المباحث في الواقعة والالتفات لشكاوى السجينات وتحسين أوضاعهن.