اعتمدت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان في إنشاء هذه الصفحة التعريفية على مصادر حقوقية وإعلامية مختلفة، ولم تتمكن الجبهة المصرية من إجراء أي مقابلات مع محتجزين سابقين بالسجن أو أهالي محتجزين سابقين أو حاليين.
بيانات السجن
أنشئ سجن القناطر رجال بموجبقرار وزير الداخلية رقم 1726 لسنة 2009 بإنشاء السجن العمومي للرجال رقم 1 بمنطقة القناطر الخيرية، لتنفذ فيه الأحكام الصادرة ضد الأشخاص الوارد ذكرهم بالمادة الثالثة من القانون رقم 396 لسنة 1956 في شأن تنظيم السجون. ويقع السجن في مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية.ويوجد بالسجن ورش ومستشفى وصيدلية ومكتبة، كما يوجد بهعنبر خاص للأجانب، ويتلقّى السجناء الأجانبزيارات دورية كل ثلاثة أشهر تقريبا من سفاراتهم.
حالة الزنازين ومرافق السجن
حسبإفادة المحتجز البريطاني السابق بالسجن ’بيت فارمر‘، فإن الزنازين غير نظيفة ومليئة بالحشرات كالصراصير والقمل والبق. وحسب صور تمكن ’فارمر‘ من التقاطها للزنازين أثناء فترة احتجازه، فتوجد بالزنزانة أربعة “ملل” مكونة من ثلاثة طوابق من الأسرّة، بإجمالي اثني عشر سريرا. ولكن يتكدس داخل هذه الزنزانة حوالي ثلاثين محتجزا، ولا يتاح بين “الملل” سوى ممر صغير جدا لا يكفي للحركة، ويضطر السجناء لتعليق متعلقاتهم الشخصية على مسامير بجدران الزنزانة. وبالزنازينحمام واحد “بلدي” غير نظيف، به “دش” وصنبور مياه في مستوى الركبة يحصل السجناء منه على مياه الشرب، لكن قد يشكو المحتجزون أحيانا منانقطاع المياه عنه.
يعتمد السجناء داخل السجن علىالسجائر لشراء احتياجاتهم والحصول على بعض الخدمات. وقد يدفع بعض السجناء رشاوى للمخبرين وحراس العنابر ليُسمح لهم بإدخال كميات أكبر من السجائر ليبيعوها لباقي السجناء. وروى ’فارمر‘ أيضا أنالأمواس تتواجد بكثرة في حوزة السجناء، ويشيع استخدامها لإحداث جروح بالوجه أثناء المشاجرات.
وحسبإفادة ’بيت فارمر‘ أيضا، فإن طعام السجن سيء الجودة وغير نظيف، ولذلك يعتمد السجناء بشكل أساسي على طعام الزيارات، ويتمكن بعض السجناء من إدخال سخانات كهربائية يستعملونها للطبخ داخل السجن. ويُسمح لبعض السجناء بإحضار ثلاجات أو مجمّدات (“فريزر”)، ويقوم السجناء الآخرين بتأجير مساحة بها لحفظ الطعام مقابل ما يعدل ثلاثة جنيهات يوميا.
الرعاية الصحية
يوجد بالسجن مستشفى مكون منطابقين؛ تكون العيادات بالطابق الأول بينما يخصص الطابق الثاني لاحتجاز المرضى. لكن بشكل عام يشكو السجناء من تدهور صحتهم بسبب سوء أوضاع الاحتجاز وبسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل الإدارة. فأفاد ’فارمر‘ بأنصحته شهدت تراجعا كبيرا بسبب سوء أوضاع الاحتجاز، وتعرض لفقدان كبير في الوزن ولمشاكل بالأسنان واللثة والصدر. وأفاد أيضابانتشار الجرب بشكل كبير وسط السجناء بسبب سوء الأوضاع داخل الزنزانة. وعام 2017 وثقت عدة جهات وقوعوفيات بالإهمال الطبي، كان من بينها المحتجز عصام حامد الذي توفى بعد أن أصيب بوعكة صحية وتجاهلت إدارة السجن استغاثات زملائه لنقله للمستشفى، والمحتجز رجب توفيق الذي منع عنه الدواء وتعنتت إدارة السجن في تمكينه من إجراء الفحوصات الطبية حتى توفى.
وبعد انتشار وباء كوفيد-19 تكررت الأنباء عن ظهور حالات اشتباه بالإصابة بينعدد كبير من المحتجزين. وعلى الرغم من أنتقريرا لمنظمة ’هيومن رايتس ووتش‘ أفاد أن سجن القناطر كان من السجون القليلة التي التزم فيها الطبيب المقيم بالمستشفى بإجراء الفحوصات الطبية بانتظام وعزل الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس ’كورونا‘، إلا أن منظمات حقوقية أخرى أكدتتباطؤ الإدارة عن اتخاذ إجراءات فعالة للعزل وإجراء التحاليل الطبية لكل من يشتبه إصابتهم بالفيروس.
يفيد ’فارمر‘ بأنه شهد اعتداءات متكررة على السجناء، شملتالضرب وإحداثحروق بالأعضاء التناسلية للسجناء باستخدام الصواعق الكهربائية،والاغتصاب. كما كان يشكو منالتفتيشات المفاجئة من قبل إدارة السجن، والتي كانت تم بشكل مهين حيث يتم بعثرة الزنزانة بأكملها ثم جمع كل محتوياتها في كومة في منتصف الزنزانة. أما السجناء على خلفية تهم “سياسية” فقدوثق مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب عام 2018 تعرضهم لأشكال أخرى من سوء المعاملة والتكدير والعقاب الجماعي، وأبرزها الاحتجاز في زنازين انفرادية لا توجد بها حمامات لمدد مطولة، ولا تسمح الإدارة لمن يودعون بالتأديب سوى بزجاجة مياه واحدة ورغيف خبز وقطعة جبن صغيرة يوميا.
ومن أبرز تلك الانتهاكات ما وثقته منصات إعلامية مختلفة عن وفاة المحتجز عمرو الباسل عام 2017 بعد مكوثه داخل زنزانة انفراديةلمدة 16 يوما دون تعرض للشمس ودون استحمام، أصيب بعدها بإعياء شديد واصفرار في الوجهونوبة صرع، وتجاهلت إدارة السجن استغاثات وصراخ زملائه وطرقهم على الزنازين ليلة وفاته. وكان الباسل قد نقل لتلك الزنزانة على إثرمشادة بينه وبين أحد المخبرين، على الرغم من محاولات زملائه إقناع الضابط الذي أرسله للتأديب بالعدول عن قراره بسبب صحة الباسل المتدهورة. وتعرض الباسل قبل وفاته للضرب وحلق شعر الرأس والتجريد من الملابس الشتوية والأغطية والمنع من الأدوية، كما قدمت له مياه شرب ملوثة. ويذكر أن تلك الحادثة شهدت إيداع 8 محتجزين آخرين بالتأديب، كان من بينهم مريض بالقلب كانت الإدارة على علم بحالته قبل نقله للتأديب. وأدت وفاة عمرو الباسل عام 2017 لاحتجاج من السجناء، لكن ردت الإدارةبالاعتداء عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.