اعتمدت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان في إنشاء هذه الصفحة التعريفية على رصد وتوثيق بعض الأخبار والتقارير المتعلقة بسجن الحضرة، والتي نشرتها منظمات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية وصحافية. ولم تتمكن الجبهة المصرية من إجراء أي مقابلات مع محتجزين سابقين في السجن أو أي أقرباء محتجزين سابقين أو حاليين.
بيانات السجن
يقع سجن الحضرة في وسط منطقة سكنية بمدينة الإسكندرية تابعة لحي محرم بك، ونتيجة لذلك يقوم السكان المجاورون للسجن بتأجير شرفات منازلهم ليتمكن الأهالي من التواصل لفترة أطول مع ذويهم داخل السجن. يضمّ السجن ثلاثة عنابر، كل عنبر ينقسم إلى ثلاثة طوابق، يحتوي الطابق الأول والثاني على عشرين زنزانة صغيرة بينما يحتوي الأخير على عدد زنازين أقل لكن مساحتها أكبر. وكان قد أشار تقرير للنيابة العامة في عام ٢٠١٥ بأن السجن يضم ١٨٠٠ شخص ومن ضمنهم ١٦٥ سجين سياسي.
حالة الزنازين والعنابر ومرافق السجن
التكدس والتريض ونظافة العنابر
ذكر تقرير للنيابة العامة وجود تكدس في زنازين ضيقة داخل السجن، هذا إضافة إلى سوء وضعها من حيث النظافة، وانقطاع المياه عن بعضها مما يضر بحياة السجناء. وطبقًا لرواية أحد السجناء، فإن المقشة الصغيرة المصنوعة من البلاستيك كانت ممنوعة، هذا إضافة إلى المطهرات ومستلزمات النظافة. ووصف موقعه داخل الزنزانة، فكان بالقرب من الباب الحديدي وحين يتم فتحه كان يتلقى دائما رائحة كريهة نابعة من برميل «القمامة» بالخارج، ومن خلاله كانت الحشرات والصراصير تدخل إلى الزنزانة حتى في فصل الشتاء. وأوضح سجين سابق أن مدة التريض بالسجن هي نصف ساعة فقط.
مرافق السجن
أشار سجين سابق إلى أن إدارة السجن تتعنت بحق السجناء، حيث تغلق دورات المياه الكبيرة ولا تسمح للسجناء بالاستحمام فيها، لتجبرهم على الاستحمام بدورات المياه الصغيرة داخل الزنازين، وقد أدى ذلك وقتها إلى انتشار حساسية الجلد والجرب بينهم. ويوضح أحد السجناء أنهم يستخدمون غلاية الماء في تسخين المياه للاستحمام نظرًا لبرودة الماء وخاصة في فصل الشتاء. أما بالنسبة للإضاءة فأشار سجين سابق، في رسالة كتبها من داخل السجن، إلى أن الأنوار يتم إطفائها الساعة ١١ مساءً، بينما في الزنازين الكبيرة فتترك بعض المصابيح ليلًا لمن يرغب في القراءة أو الكتابة.
معاملة السجناء
ذكر أحد السجناء السابقين تعرّضه لسوء المعاملة والتعذيب داخل سجن الحضرة، فأوضح أنه منذ دخوله إلى السجن قد تعرّض للإهانة خلال إجراءات الدخول والتي شملت حلاقة الشعر والتصوير الفيش وصولًا إلى مكتب ضابط المباحث، وهناك تعرّض أكثر من مرة للتعذيب خلال فترة احتجازه.كما سبق وقام مجموعة من المحامين بتقديم بلاغ للمحامي العام، وذلك إثر تعرّض اثنين داخل سجن الحضرة لاعتداءات جسدية بالضرب المبرح، وكذلك الاعتداء جنسيًا على أحدهم مما دفعه إلى محاولة الانتحار.
الرعاية الصحية
طبقًا لشهادة طبيب كان محتجزًا بسجن الحضرة، فإنه يوجد بعض المحتجزين داخل السجن مصابون بفيروس سي. ووصف الطبيب مستشفى السجن بأنها لا تصلح حتى لعلاج الحيوانات وأنه لا يتم نقل السجين إلى خارج السجن لتلقي العلاج إلا في الحالات الحرجة ومن الممكن أن يتوفى قبل تلقيه الرعاية الطبية اللازمة أو نقله لمستشفى بالخارج. وذكر أنه وقعت حالتي وفاة داخل زنزانته أحدها كانت مصابة بفيروس سي والأخرى بالصرع.
الزيارة والمراسلات والاتصال بالعالم خارج السجن
أشار أحد السجناء السابقين إلى أن الزيارة كانت تجرى مرة في الأسبوع، ومدتها نصف ساعة بعدما كانت عشرة دقائق فقط، وأغلب الوقت يتم السماح لشخصين فقط برؤية السجين. بينما أوضح سجين سابق بأنه لا يُسمح بدخول أي شيء من الزيارة سوى الملابس الميري، وبعض الأطعمة، ولا يُسمح طوال الوقت بدخول الأدوية. ومن الضروري إنهاء الطعام القادم من الزيارة في يومها، لعدم وجود ثلاجة لحفظ الطعام وكذلك وجود صراصير طيلة الوقت في الزنازين.
الإضراب عن الطعام
أعلن مجموعة من رابطة مشجعي نادي الزمالك في عام ٢٠١٧ دخولهم في إضراب عن الطعام، بلغ عددهم ٢١٠ شاب كانوا قد رفضوا استلام التعيين، وتم الاعتداء عليهم لإجبارهم على استلامه ولكنهم رفضوا. وعلى إثر إضرابهم تم حلاقة شعرهم عنوة كعقاب، وتعرّضوا للتهديد بنقلهم إلى زنازين مخصصة للجنائيين. أيضًا دخل ٢٠٠ سجين في إضراب عن الطعام عام ٢٠١٤، وذلك اعتراضًا على ما يتعرّضون له من تعذيب واعتداءات بالضرب بالعصي والصعق بالكهرباء في أماكن متفرقة من الجسد.
زيارات رسمية
قام مدير مصلحة السجون في عام ٢٠١٨ بجولة تفقدية لسجن الحضرة للوقوف على أوضاع المحتجزين، وأعلن أنه تم نقل عدد من النزلاء إلى سجون أخرى أقرب إلى محل إقامتهم دون ذكر أية تفاصيل أخرى عن الأوضاع بالداخل. جرت أيضًا زيارة وفد من النيابة العامة في ٢٠١٥ والتي سبق الإشارة إليها من قبل وما تم الإعلان عنه من نتائج مقتضبة عن هذه الجولة. كذلك أرسلت وزارة الداخلية في عام ٢٠١٥ قافلة طبية للسجن لتوقيع الكشف الطبي على النزلاء وصرف الأدوية اللازمة لعدد من النزلاء بلغ عددهم ٣٨٦ سجين.
