اعتمدت الجبهة المصرية في إنشاء هذه الصفحة التعريفية على مقابلات شخصية مع محتجزين سابقين داخل سجن استقبال طرة، بالإضافة إلى الأخبار والتقارير المتعلقة بالسجن، والتي نشرتها منظمات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية. وتهدف الجبهة أن تقدم هذه الصفحة صورة عامة للجمهور عن حياة السجناء داخل هذا السجن.
-
بيانات السجن
لم تستطع الجبهة الوصول إلى قرار إنشاء سجن استقبال طرة، ولكن من المعروف أن سجن مزرعة طرة أُنشئ بقرار من مصطفى النحاس باشا، وزير الداخلية عام 1928، بهدف تخفيف الزحام على سجن أبو زعبل، وعقب انتفاضة عام 1977 أجرى السادات توسعات على سجن طرة، من ضمنها بناء سجن استقبال طرة.
يقع سجن الاستقبال داخل مجمع سجون طرة في منطقة طرة بين المعادي وحلوان، يحده من اليمين كورنيش النيل، ومن اليسار طريق الاوتوستراد، وترتفع أسواره لأكثر من سبعة أمتار، وهي مزودة بأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة تعمل على مدار أربع وعشرين ساعة.
باب سجن الاستقبال منخفض نسبيًا، ويقع في مقابله غرفة مأمور السجن وباقي غرف الإدارة، وعلى يسار الباب تقع غرفة الزيارة، وفي مقابلها طرقة طويلة تؤدي إلى قاعة انتظار السجناء لذويهم، على يسار هذه القاعة تقع طرقة أخرى طويلة بها عدة غرف، كغرفة غسل الملابس التي يعمل بها مشتغلون جنائيون، والمكتبة، وفي نهاية الطرقة يوجد كانتين صغير، ثم العنابر.
يتكون السجن من عنبر التأديب (عنبر د) وثلاثة عنابر للتسكين (أ، ب، ج)، أحدثهم من حيث البناء هو عنبر ج، ويتكون عنبر أ وب من عدة طوابق، كل طابق من الطوابق العليا يحتوي على ما يقرب من 24 زنزانة، أما الدور الأرضي فيستخدم لتسكين الإيراد (السجناء الجدد)، وفي منتصف عنبري أ وب توجد ساحة كبيرة للتريض. أما عنبر ج فيتكون من طابق واحد أرضي مبني من الخرسانة المسلحة.
-
أوضاع أماكن الاحتجاز
التكدس
يعاني السجناء أثناء فترة الإيراد من التكدس الشديد، حيث تقع زنازين الإيراد بالدور الأرضي من عنبر أ وعنبر ب، وهي زنازين أضيق من زنازين الأدوار الأعلى، وتكفي بحد أقصى لاثني عشر مسجون ولكن يتم تسكينها بأكثر من عشرين سجين في أوقات الضغط على السجن. وأحيانًا يقضي السجناء الجدد فترة الإيراد في الزنازين العادية الخاصة بالتسكين، وينام المسجونون على مساحة شبر وقبضة في زنازين الإيراد الصغيرة، بينما تصل تلك المساحة إلى شبرين أو شبرين وقبضة في زنازين التسكين الآخرى.
التهوية والإضاءة والنظافة
يعاني المساجين الجدد من عدم وجود إضاءة داخل بعض الزنازين، بالتالي يقومون بشراء لمبات الإضاءة على نفقاتهم الشخصية، وبسبب عدم وجود مقبس كهربائي داخل تلك الزنازين، يضطر السجناء للتعامل مع الأسلاك الكهربائية مما يعرض حياتهم للخطر، وتزداد خطورة الأمر بالتحديد في فصل الشتاء، والذي يعاني خلاله سكان الدور الأرضي من دخول مياه الأمطار إلى الزنازين، حيث لا يوجد ما يمنع دخول المياه من أسفل باب الزنزانة. بالنسبة للإضاءة، لا تدخل إضاءة الشمس إلى الزنازين بشكل كافي أثناء النهار، خاصة في الدور الأرضي، مما يضطر السجناء إلى تشغيل لمبات الإضاءة على مدار اليوم. ونتيجة لغياب ضوء الشمس، يصبح السجناء عرضة لبعض الأمراض كحساسية الجلد، يروي محتجز سابق بالسجن “احنا كان بيجيلنا جرب في الحجز بسبب الموضوع دا. يعني معظم الناس أي حد في السجن يقولك أنت جالك جرب ولا لسه. لأنه معروف إنه لازم يجيله جرب لإنه مفيش شمس”.
بجانب الحالة العامة للتكدس داخل الزنازين، لا توجد سوى مروحة سقف واحدة في الصيف. وبصفة عامة، تعتبر زنازين سجن الاستقبال غير نظيفة وتنتشر بها الصراصير، ولا تسمح إدارة السجن بدخول المنظفات خلال الزيارات، لإجبار السجناء على شرائها بأسعار أعلي من كانتين السجن، وعلى الرغم من ذلك، لا توفر إدارة السجن داخل الكانتين كافة منتجات النظافة كالمبيدات الحشرية.
التريض
يقضي السجناء ساعات التريض خارج زنازينهم في طرقة صغيرة تسمح فقط بالمشي ذهابًا وإيابًا، ولا يُسمح لهم بالخروج إلى ساحة منتصف العنبر وهي المساحة الوحيدة الكبيرة، والتي ترى الشمس بشكل واضح. وبحسب أحد السجناء السابقين، فإن السجناء من الممكن أن يتعرضوا للتعسف ضد حقهم في التريض “المفروض قانونا ساعتين بس هو يضيق علينا يخليها ساعة أو 45 دقيقة، ساعات مايطلعناش خالص. الضابط متضايق مش عايز يطلع حد، أو مثلًا حصل إن في أخ اتضرب فالناس عملت إضراب كلها طب ماشي مفيش تريض لحد ما تفكوا بقى”. وفي بعض الأحيان، يسمح شاويش العنبر لبعض السجناء بالخروج إلى الساحة الكبيرة مقابل علبة من السجائر، ويتم تحديد وقت التريض بناءًا على تقديرات إدارة السجن.
تدفئة غير ملائمة
لا توجد أسرة داخل سجن الاستقبال، وينام جميع المساجين على الأرض فوق عدة بطاطين، وتتعنت إدارة السجن في بعض الأحيان في السماح للسجناء بدخول مزيد من البطاطين، حيث تمنع على سبيل المثال دخول اللحاف والبطاطين الثقيلة ذات الوجهين، كما تتعنت الإدارة أحيانًا في دخول الملابس الشتوية. ويذكر أحد السجناء الذين أجرت الجبهة حوارًا معهم بأن برودة الشتاء كانت تدفعهم إلى تشغيل سخان الطهي الكهربائي ووضعه في منتصف الغرفة بهدف التدفئة.
جودة المياه
بالرغم من الجودة النسبية للمياه داخل سجن الاستقبال، إلا أن المسجونين يعانون من كثرة الانقطاع المتكرر للمياه، حيث تنقطع المياه معظم أوقات اليوم وتأتي لمدة عشر دقائق فقط، أو ربع ساعة في أوقات الصلاة.
التعيين
يعتمد الكثير من نزلاء السجن على طعام التعيين نظرًا لطول مدة استحقاق الزيارة، والتي تصل إلى أسبوعين في حالة المحكوم عليهم، بالإضافة إلى عدم توفر طعام جاهز داخل كانتين السجن، وأيضًا بسبب منع إدارة السجن دخول كثير من الأطعمة في الزيارات. وتوفر الإدارة طعام التعيين فقط، والذي يقوم المسجونين بالاعتماد عليه في زيادة وجباتهم اليومية، بالإضافة إلى الاعتماد عليه بشكل كلي في أيام الجمعة والإجازات. ومع عدم توفر سخان كهربائي للطبخ أو غلاية مياه كهربائية داخل الزنازين، وتعنت الإدارة أحيانًا في إدخالهم عبر الزيارات، يضطر السجناء إلى شرائهم بأسعار مرتفعة من داخل السجن، أحيانًا في مقابل لعلب سجائر، ليقوموا بإعادة طبخ التعيين مع وضع بعض المحسنات. وتقدم إدارة السجن وجبتين أساسيتين في اليوم، الأولى في الصباح وهي عبارة عن الجراية والجبن، وفي بعض الأيام تشمل الوجبة بيض أو حلاوة طحينية، وبعض الخضروات غير الطازجة، والوجبة الثانية هي وجبة الغداء، وتشمل الأرز والخضار في معظم الأيام، ويزيد عليها اللحم يومي الاثنين والخميس.
دورات المياه
تحتوي جميع زنازين سجن الاستقبال على دورة مياه واحدة فقط، وهي عبارة عن مرحاض وصنبور، ولا يوجد بها باب، بل ستارة من القماش يصنعها المساجين. وجود دورة مياه واحدة مع الانقطاع المتكرر للمياه، إضافة إلى العدد المرتفع للمساجين داخل الزنزانة الواحدة، كل هذا يشكل عبئًا كبيرًا على المساجين في تنظيم عملية الاستحمام وغسل أواني الطهي وغسيل الملابس وقضاء الحاجة.
الكانتين
يوجد داخل سجن استقبال طرة اثنان كانتين، أحدهما داخل قاعة الزيارة، والآخر في نهاية الطرقة المؤدية إلى العنابر، يتميز كانتين الزيارة بزيادة عدد المنتجات المتوفرة به، أما الكانتين الداخلي يشمل عدد محدود من المنتجات. تُباع داخل الكانتين أشياء عديدة جميعها من النواشف والمعلبات، بالإضافة إلى الشاي والسكر والقهوة. وتُباع جميع المنتجات داخل الكانتين بسعر مرتفع عن سعر السوق المحلي، وتمنع الإدارة دخول أي منتجات متوفرة فيه خلال الزيارات، بهدف إجبار المساجين على شرائها من داخل الكانتين.
-
المعاملات داخل السجن
تقسيم السجناء والتعاملات بين المساجين
بحسب شهادة سجناء سابقين تحدثوا مع الجبهة المصرية، يخصص سجن الاستقبال زنازين للسجناء السياسيين والجنائيين، كل على حدة، تتواجد جميعها داخل نفس العنبر. يختار السجناء السياسيون نبطشي الزنزانة بناءًا على الانتخابات، وأحيانًا يكون الأكبر سنًا، وفي حالة السجناء الجنائيين فيكون النبطشي هو الشخص الأكثر خطورة، أو الحاصل على أكبر حكم. وتختلف معاملة الجنائيين من قبل الإدارة عن معاملة السياسيين، حيث تتعامل الإدارة بشكل مهين وغير إنساني مع الجنائيين، بما يشمل الاعتداء الجسدي وضربهم، ويرجع ذلك لأسباب النظرة الطبقية لدى ضباط الشرطة تجاه المساجين الجنائيين، فهم في معظم الأحيان الأقل تعليمًا والأكثر فقرًا.
ينظم العنبر إداريًا “مسير العنبر“، وهو في غالب الأحيان يكون من الجنائيين، ويعمل على تنظيم و تسكين السجناء، وينظم خروجهم لأداء الامتحانات، كما يقوم بتنظيم الزيارات. ويقدم مسير العنبر عدة خدمات مقابل علب من السجائر، من ضمن هذه الخدمات على سبيل المثال نقل أحد السجناء من زنزانة إلى أخرى. وفي الآونة الأخيرة، اشتهر سجن الاستقبال بكونه تنظيمًا مصغرًا لداعش، حيث يتواجد عدد كبير من المنتمين للتنظيم في جميع العنابر، وبحسب سجين سابق، كان الدور الأخير من عنبر “ب” مخصص للمنتمين لتنظيم الدولة، ويتمتع هؤلاء الأشخاص ببعض النفوذ داخل السجن، إذ تخشاهم الإدارة وتسمح بدخول كتبهم، كما أنهم يقومون بتجنيد العديد من نزلاء السجن.
التفتيش عند دخول السجن وبعد الزيارات
تفيد شهادة أحد السجناء، ممن وثقت معهم الجبهة، بأن سجن الاستقبال يتعمد إهانة وإذلال السجناء الجدد لحظة دخولهم للسجن، ويمارس ضدهم مجموعة من الأفعال المهينة كالسب وتقطيع الملابس، كرسالة تهديد للسجناء الجدد بهدف تأديبهم. كما يعاني سجناء سجن الاستقبال من التفتيش المهين عقب الزيارات أيضًا، إذ يقوم المخبرون في أثناء ذلك التفتيش بوضع أيديهم في أماكن حساسة بجسد السجناء، في انتهاك واضح لكرامتهم. ويضطر السجناء كثيرًا لدفع رشاوى مالية للمخبرين أثناء التفتيش لتمرير بعض الأشياء المصرح بها من الأساس، وتفادي العبث بالأطعمة الخاصة بهم.
التفتيش الدوري
تنقسم أنواع التفتيش داخل سجن الاستقبال إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول هو تفتيش تُجريه مباحث السجن بشكل مفاجئ، بلا توقيتات أو ترتيبات محددة، للبحث عن الممنوعات داخل الزنازين، والنوع الثاني هو التفتيش الدوري لمصلحة السجون، ويحدث في الغالب كل ثلاثة أو أربعة شهور، ويجري تفتيش المصلحة بشكل منظم، حيث تمر القوات على الزنازين بالترتيب على مدار اليوم. أما النوع الثالث فهو ما يطلق عليه “التجريد”، وهو نوع من التفتيش العقابي تقوم به إدارة السجن كنوع من العقاب للمساجين على فعل ما اقترفوه.
تعامل الإدارة مع الإضرابات
يقول سجين سابق للجبهة أن إدارة السجن كانت تتخذ إجراءات تعسفية في حالة إضراب السجناء، ويذكر إضراب عن التعيين نفذه الطلاب أثناء تأديتهم للامتحانات في عام 2015، نتيجة تضييق الخناق عليهم في الخروج للتريض بعد سب أحد السجناء لضابط في إدارة السجن، كانت النتيجة النهائية للإضراب منع الإدارة للتريض بشكل كامل، ومنع الزيارة أيضًأ، بالإضافة إلى ممارسة بعض التضييققات على الطلبة أثناء الامتحانات.
الإجراءات العقابية
تتنوع الإجراءات العقابية داخل سجن الاستقبال ما بين التأديب والمنع من الزيارة، أو تفريق الزنازين على عنابر أخرى، أو إجراء التفتيش العقابي المُسمى بالتجريد.
تكلفة المعيشة داخل السجن
لا تتوقف وزارة الداخلية عن ذكر الأموال التي تنفقها على السجناء، ولكن حقيقة الأمر أن وزارة الداخلية تستنزف هؤلاء السجناء ماديًا إلى أقصى درجة ممكنة، حيث ينفق أهالي السجناء آلاف الجنيهات من أجل أن يحظى ذووهم بالحد الأدنى من الحياة الملائمة داخل السجن. بلغت تكلفة زيارة سجن الاستقبال، ما بين عامي 2014 و2016، حوالي خمسمئة جنيه، وذلك بحسب سجين سابق تحدث للجبهة. نتيجة لرداءة جودة طعام التعيين، يلجأ السجناء إلى طلب الأطعمة، بكافة أنواعها، من ذويهم في كل زيارة، كما تشمل الزيارة أيضًا كافة المستلزمات الشخصية، والسجائر سواء للتدخين الشخصي، أو لدفع الرشاوى داخل السجن.
تتضمن الزيارة تكاليف مادية أخرى، منها مصاريف المواصلات التي يستقلها أهل السجين للوصول إلى السجن، بالإضافة إلي الأموال التي يعطيها الأهل إلى السجين في شكل “بونات” في كل زيارة، حتى يتمكن من شراء المنتجات اللازمة من الكانتين. يأتي كل ذلك بخلاف الرشاوى التي يدفعها السجناء وذووهم أثناء دخولهم للزيارة من أجل تيسير عملية التفتيش “عشان خاطر الدنيا تمشي مضبوط أوي 50 جنيه مثلا، يعني مثلا الأهل يدفعوا لهم كل واحد 10 جنيه. كل مخبر يبتكر نوع معين من الضغوطات يمارسها عالناس عشان يوصل إنه يحصل منهم فلوس”.
-
الرعاية الصحية
عدم توقيع كشف طبي على السجناء أثناء دخول السجن أو بشكل دوري
تفيد شهادات السجناء السابقين بسجن الاستقبال، ممن وثقت معهم الجبهة، بأن إدارة السجن تكتفي بتوقيع الكشف الظاهري على المسجونين الجدد، والذي يشبه مناظرة النيابة، يقوم فيه طبيب، وفي بعض الأحيان مخبر، بمناظرة عموم الجسد بعد خلع المساجين لملابسهم، دون توقيع كشف طبي حقيقي، كما لا تقوم إدارة السجن بتوقيع كشوفات طبية بشكل دوري على السجناء، أو أي حملات توعية بخصوص انتشار العدوى وطرق الوقاية منها.
بطء الاستجابة لاستغاثة المساجين في الليل
بحسب شهادات السجناء الذين تحدثت معهم الجبهة، يعاني المحتجزون في سجن الاستقبال من عدم الاستجابة السريعة من قبل شاويش العنبر في الحالات الطارئة، ويقول أحد السجناء السابقين أن الأمر قد يستغرق وقتًا طويلًا “كنا نضطر ننده على الشاويش عشان ييجي يفتح ودي كان فيها مثلًا ساعة، كنا بنخبط كتير لحد ما الشاويش لو نايم يصحى ويجي يسألنا في ايه، وهو ميقدرش يفتح الزنزانة الا لما ياخد أمر من ضابط المباحث، فيطلع لحد الإدارة عشان يقول للظابط في حد تعبان، وبعدين ييجي الضابط ومعاه الدكتور، لو كان الدكتور موجود”.
الإمكانيات الطبية داخل السجن
يوجد داخل سجن الاستقبال عيادة صغيرة بها مكتب ودكتور ضابط، تفتقر هذه العيادة للتجهيزات الطبية اللازمة، وتفتقر أيضًا للتخصصات المتنوعة للأمراض، كما يوجد غرفة يطلق عليها الصيدلية ولكنها لا تحتوي على أية أدوية، وذلك في نفس الوقت الذي تتعنت فيه إدارة السجن وتمنع دخول كثير من الأدوية في الزيارات، بالإضافة إلى ذلك لا يوجد أي اهتمام بالعلاج النفسي داخل السجن. يروي أحد السجناء السابقين “المفروض اسمها مستشفى السجن، أو عيادة السجن، عبارة عن أوضة 4م في 4م بالضبط. والأوضة دي بتبقى فيها بس مكتب ودكتور ضابط مش موجود”. يلاقي السجناء أيضًا صعوبة في الخروج لمستشفى السجن، حيث يتعنت شاويش العنبر وأحيانًا طبيب العيادة في السماح للمساجين بالخروج، معللين ذلك بعدم استحقاق السجناء لزيارة العيادة.
-
الحق في التعليم
تنص المادة 31 من قانون تنظيم السجون على أنه «على إدارة السجن أن تشجع المسجونين على الإطلاع والتعلم، وأن تيسر الاستذكار للمسجونين الذين لديهم الرغبة في مواصلة الدراسة، وأن تسمح لهم بتأدية الامتحانات الخاصة بها في مقار اللجان».
يعقد داخل سجن الاستقبال عدد كبير من لجان امتحانات الجامعات، وبحسب سجين سابق طالب في جامعة الأزهر، وأُجريت له عدة امتحانات داخل سجن الاستقبال، قال للجبهة بأن الامتحانات في السنوات 2014 و2015 كانت تُجرى في غرفتين ضيقتين عند مدخل عنبر “ب”، وكانت الغرف تعاني من ضعف التهوية والإضاءة، ولا تتسع لهذه الأعداد الكبيرة من الطلاب، مما يؤدي إلى زحام شديد داخل تلك الغرف، وبسبب القرب الشديد لهذه الغرف من العنبر، كان يستمع الممتحنون إلى أصوات المسجونين الآخرين أثناء تريضهم، مما يؤثر على تركيزهم أثناء الامتحان. ويقول نفس السجين السابق للجبهة أن الأمور تحسنت في سنة 2016 من حيث المساحة والإضاءة والتهوية، حيث أصبحت الامتحانات تُجرى في قاعة كبيرة أشبه بالمسرح، وهي قاعة منفصلة تمامًا عن العنابر.
يتسبب التكدس الشديد، في سجن الاستقبال، في وجود ضوضاء كبيرة داخل الزنازين في أوقات الامتحانات، نظرًا لعدد الطلاب الكبير الذي يأتي إلى السجن ويتم تسكينه في دور واحد داخل العنبر، تمنع تلك الضوضاء الطلاب من القدرة على الدراسة، وبالتالي يضطرون إلى الانتظار حتى ساعات متأخرة من الليل للإطلاع على كتبهم. وتسمح إدارة سجن الاستقبال بدخول كتب الدراسة فقط في أوقات الامتحانات، أما الكتب العامة فكانت تُمنع بشكل قاطع ويضطر السجناء إلى تهريبها من خلال دفع مبالغ كبيرة أثناء التفتيش لتمريرها.
-
التواصل مع العالم الخارجي