اعتمدت الجبهة المصرية في إنشاء هذه الصفحة التعريفية على عدد من المقابلات الشخصية مع بعض المحتجزين السابقين بسجن المنيا، بالإضافة إلى رصد وتوثيق بعض الأخبار والتقارير المتعلقة بالسجن، والتي نشرتها منظمات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية وصحافية.
بيانات السجن
يقع سجن المنيا على طريق مصر أسوان – المنيا، وكان قد صدر قرار رقم ٨٧٣ لسنة ٢٠١٤، ينص على إنشاء عدد من السجون بمحافظة المنيا. ويتضمن القرار إنشاء سجنين، الأول «سجن ليمان المنيا» حيث يتم إيداع الرجال المحكوم عليهم بعقوبتي المؤبد والسجن المشدد، والثاني «سجن شديد الحراسة المنيا» وهو سجن عمومي.
وجدير بالذكر أنه طبقًا لما تم رصده من بيانات ومن خلال المقابلات الشخصية التي أجرتها الجبهة المصرية فإن سجون المنيا تعد من السجون التي يأتي إليها بشكل متكرر أعداد من الوافدين نتيجة تغريبهم من سجون أخرى، وهو إجراء هدفه التنكيل بالسجناء، وأيضًا تشير بعض البيانات في عام ٢٠٢٠ بأنه كان يتم نقل أعداد من السجناء المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا إلى سجن المنيا.
حالة الزنازين والعنابر ومرافق السجن
التكدس والتريض ونظافة العنابر
أشارت شهادة محتجز سابق للجبهة المصرية بأن نزلاء سجن المنيا يعانون من التكدس والاكتظاظ داخل الزنازين، وأضاف بأن التريّض يتفاوت بحسب سياسة إدارة السجن فيمكن أنه يكون نصف ساعة أو ساعة أو ساعتين، ومع تغيير في هيكل إدارة السجن في إحدى المرات، تم منع التريّض ومنع الخروج تمامًا من الزنازين لمدة سنة. بعد ذلك أصبح التريض مرة في الأسبوع لمدة ساعة، ثم أصبح مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. لكن من يأتي إلى سجن المنيا بغرض التغريب فإنه يُمنع من الخروج للتريّض تمامًا.
مرافق السجن
يشير أحد السجناء السابقين إلى أن المياه في الزنازين تكون متاحة لمدة نصف ساعة فقط في اليوم، وفي حالة منع التريّض لا يتمكن المحتجزون من الخروج لتجميع المياه من الخارج وتخزينها في الزنزانة. وبالنسبة لدورة المياه في الزنزانة فنظرًا للتكدس فيتم دخولها بالاتفاق بين السجناء وفق ترتيب يتفقون عليه.
ويكون التعيين بالتأديب وجبة واحدة في اليوم مكونة من قطعة خبز وقطعة جبن صغيرة. أما بالنسبة للتعيين في الزنازين الأخرى، فيحصل السجين على ٣ أرغفة خبز يوميًا، وفول يوميًا عدا الأحد والجمعة، وبيضتين يوم الثلاثاء والجمعة، والعدس يومي الأحد والأربعاء، وعلبة أو اثنين من الجبن للزنزانة كلها، وخضروات طازجة مثل البصل أو الطماطم أو الجزر أو الخيار ولكن ليس بصورة يومية، وأضاف أخيرًا بأن جودة طهي الطعام كانت سيئة.
وبخصوص الكانتين أو الكافيتريا، فإنه يوجد في كل عنبر كانتين، ولكن توجد تجاهه شكاوى مختلفة حول ارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها، وبسبب هذه الزيادة في الأسعار بالإضافة إلى منع الكثير من الأطعمة وأدوات المعيشة داخل السجون بصفة عامة فإنه يعاني البعض في إيجاد طعام مناسب يمكن تناوله دون تكلفة ضخمة داخل سجن المنيا.
معاملة السجناء
يروي محتجز سابق للجبهة المصرية أنه تعرّض للتعنت بصورة كبيرة نظرًا لقدومه إلى سجن ليمان المنيا نتيجة تغريبه من سجن طرة. فمع دخوله السجن للمرة الأولى طلب منه ضابط خلع ملابسه بالكامل وحينما رفض، تعدّى عليه المخبرون وتم سحله داخل مبنى السجن إلى ساحة التريّض ما بين عنابر السجن وتجريده من ملابسه بالكامل، وقاموا بتقييده بعمود حديدي لعدة ساعات، وبعد ذلك تم فك قيده وتعرّض لوابل من الاعتداءات اللفظية والجسدية، ثم قاموا بحلق شعر رأسه تمامًا وحرق ملابسه والاستيلاء على أمواله، قبل أن يتم إيداعه في زنزانة انفرادي.
وتصف رسالة لمجموعة من المعتقلين داخل السجن بأن زنزانة التأديب غير آدمية، ولا يوجد بها دورة مياه مما يضطرهم إلى قضاء الحاجة بطريق تهدد وضعهم الصحي. وأوضح محتجز سابق للجبهة المصرية أن الوضع داخل سجون المنيا لا يختلف كثيرًا عن بعضها لأن الإدارة تنتهج سياسة التعنت وممارسة الانتهاكات والاعتداءات الجسدية بحق السجناء والتنكيل بهم في السجنين.
الرعاية الصحية
تفيد شهادة محتجز سابق للجبهة المصرية بأن المستشفى توجد ما بين سجني ليمان وشديد الحراسة المنيا. ويوجد بها معدات طبية ولكن لا يتم استخدامها إلا في زيارات المجلس القومي لحقوق الإنسان أو لجنة حقوق الإنسان التابعة لوزارة الداخلية. والمستشفى متاحة يوميًا عدا الجمعة حيث يتم فيه استقبال الحالات الطارئة فقط. لكن تخصصات الأطباء المتواجدة في المستشفى، طبقًا لشهادة محتجز سابق، هي غير مفيدة أو ملائمة لاحتياجات السجناء. وذلك في حين أشارت تقارير المجلس القومي لحقوق الإنسان حول السجن بوجود مستشفى مجهزة بها نحو ١٥٠ سرير، وعيادات متخصصة : الاستقبال، والعظام، والباطنة، والأسنان.
والجدير بالذكر أنه وقعت عدة حالات وفاة داخل سجن المنيا، من ضمنها حالة وفاة في يناير ٢٠٢١، وقد علمت بها زوجة المتوفي بالصدفة أثناء توجهها لزيارته بالسجن. وفي مارس ٢٠٢٠، توفي توني حسن خليفة نتيجة الإهمال الطبي. وتوفي في يناير ٢٠١٦ سجين آخر على إثر هبوط حاد في الدورة الدموية وكان يعاني من مرض السكري. وفي شهر مارس من نفس العام، توفي سجين آخر محكوم عليه بالمؤبد. وفي خلال أزمة جائحة كورونا في عام ٢٠٢٠ رصدت مؤسسة كوميتي فور جاستيس وتسرّبت رسائل من بعض السجون تشير إلى اتخاذ وزارة الداخلية مستشفى منطقة سجون المنيا مقرًا لعلاج المصابين بفيروس كورونا داخل سجون مختلفة من خلال نقلهم إلى السجن، مما رفع احتمالية انتشار العدوى بالسجن وكان يهدد صحة وحياة المحتجزين بسجن المنيا.
وفي عام ٢٠١٤، تداولت الأنباء حول إصابة تسعة من المحتجزين بسجن المنيا بأنفلونزا الخنازير، ونشر التلفزيون المصري خبرًا بأن مدير أمن المنيا تلقى إخطارًا بنقل عدد من السجناء لمستشفى حميات المنيا نظرًا لوجود حالات إعياء شديدة بينهم.
الزيارة والمراسلات والاتصال بالعالم خارج السجن
توضح رسالة مجموعة من السجناء بأن إدارة السجن تمنع دخول الكثير من الأشياء، خاصةً الملابس في فصل الشتاء، وأدوات النظافة الشخصية. كما يتم التعنت في دخول الأدوية، ويمنع تمامًا دخول الكتب.
يروي محتجز سابق بأن الزيارة تؤدى في القاعة المخصصة للزيارة وتكون للسجناء السياسيين والجنائيين، أو في غرفة رئيس المباحث مع تواجد أفراد تتابع مسار الحديث مع الأهل. أما عن الزيارة في الأعياد فكانت تتم زيارة في أول يوم العيد وتكون فقط لمدة دقيقتين تقريبًا. يتعرّض السجين للتفتيش بطريقة مهينة جسديًا وكذلك الأمر بالنسبة للأهالي أثناء دخول السجن للزيارة، كما يمكن الاعتداء على السجين أمام أهله من قبل المخبرين. هذا بالإضافة إلى ما يدفعه الأهالي من رشاوى لتفادي إفساد المخبرين الأطعمة والمتعلقات الشخصية.
لا يمكن الاشتراك في الجرائد الرسمية بالسجنين، ويوجد تلفزيون في سجن شديد الحراسة متاح للجنائيين فقط. أما عن ليمان المنيا فكان يُسمح أولًا بدخول التلفزيون ولكن بعد ذلك تم منعه.
الحق في التعليم
يروي محتجز سابق بأن الطلبة تجد معاناة في مسألة تأدية الامتحانات أو الاستعداد لها، فيكون من الصعب المذاكرة نظرًا للظروف المعيشية الرديئة، إضافة إلى التعنت في دخول الكتب.
الإضراب عن الطعام
أعلن أحد السجناء إضرابه عن الطعام في عام ٢٠١٧ داخل سجن المنيا، اعتراضًا على ما تعرّض له من اعتداءات جسدية ولفظية. بعدها قامت الإدارة بنقله من زنزانته الانفرادي إلى زنزانة بها سجناء جنائيين كنوع من التنكيل والضغط عليه لفك إضرابه الجزئي عن الطعام. وقد أضرب نفس السجين مرة ثانية عن الطعام نظرًا لسوء حالته الصحية واعتراضه على تجاهل إدارة السجن لوضعه الصحي، فقام ضابط بالتعاون مع عدد من المخبرين واثنين من السجناء بالاعتداء عليه وتقييد يديه وقدميه من الخلف وذلك لفك إضرابه، وتم نقله إلى زنزانة التأديب ليتم بعد ذلك تغريبه إلى سجن آخر وهو سجن الوادي الجديد.
زيارات رسمية
قام المجلس القومي لحقوق الإنسان بتنظيم زيارتين لسجن المنيا، الزيارة الأولى في عام ٢٠١٦ وكانت الزيارة الثانية لسجن المنيا شديد الحراسة في ٢٠١٩، وأوضحت الزيارتان أن الوضع داخل السجن مناسب وجيد على المستوى المعيشي والصحي. وقد أشار محتجز سابق أنه في أثناء زيارة المجلس القومي لحقوق الإنسان للسجن، لم يتمكن من مقابلة أعضاء الوفد رغم أنه كانت لديه مطالب وشكاوى. وقد أعلنت أيضًا وزارة الداخلية إرسالها قافلة طبية إلى سجن المنيا في عام ٢٠١٧، وقامت بتوقيع الكشف الطبي على ٦٣٠٦ من السجناء وصرف الأدوية اللازمة لهم.