سجن الوادي الجديد العمومي

اعتمدت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان في إنشاء هذه الصفحة التعريفية للسجن على مقابلة مع سجين سابق بسجن الوادي الجديد، بالإضافة لمصادر حقوقية وإعلامية أخرى.

بيانات السجن

يقع سجن الوادي الجديد العمومي بمدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد في الصحراء الغربية جنوب شرقي مصر، على بعد 650 كم من القاهرة وحوالي 900 كم من الإسكندرية. اشتهر السجن منذ إنشائه عام 1956 بعدة أسماء (مثل سجن الواحات أو سجن المحاريق أو سجن المنفى أو توكر)، وفي عام 1995 تم تجديد السجن وأعيد افتتاحه أثناء تولي اللواء حسن الألفي وزارة الداخلية آنذاك. وقد كان إحدى الأماكن المخصصة لإيداع المعارضين السياسيين للنظام، وكثرت الأخبار عن التعذيب والقتل نتيجة التعذيب فيه، خاصة في ظل حكم الرئيسين عبد الناصر ومبارك.

يتكون السجن من 12 عنبر، يتراوح عدد الزنازين بها من 10 إلى 18 زنزانة مبنية كلها من الخرسانة المسلحة وموزعة على شكل حرف H. والطاقة الاستيعابية المثلى للسجن هي ألفان ومائة سجين، بمتوسط عشرة سجناء بالزنزانة الواحدة. ويوجد بالسجن مسجد ومستشفى يقعان بجانب مبنى الإدارة ومقابل مبنى العنابر. يخصص عنبر 8 وعنبر 9 للسجناء المحكوم عليهم في قضايا عسكرية. كما يوجد عنبر للتأديب (عنبر 12) وعنبر للمحكوم عليهم بالإعدام. وعلى الرغم من تخصيص عنبر للسجناء “الجنائيين”، إلا أن إدارة السجن في السنوات الأخيرة صارت تتبع سياسة دمج “السياسيين” مع “الجنائيين” مما يسبب بعض المشاكل في هذه الزنازين.

حالة الزنازين والعنابر ومرافق السجن

يعاني السجناء بالسجن من التكدس الشديد بالزنازين، حيث يمكن أن تصل المساحة المتاحة للفرد الواحد لـ25 سنتيمتر فقط تقريبا. ولا يتم تسكين السجناء في عنابرهم مباشرة، بل يقضون فترة في عنبر للإيراد يودع به المحتجزون على خلفية تهم “جنائية” و”سياسية” سويا.

شكا المحتجز السابق من سوء المياه في السجن، حيث أن نسبة الحديد والمعادن بها عالية ورائحتها كريهة، ولذلك كان يصعب على كثير من المحتجزين شربها حتى في غياب أي بدائل أخرى للحصول على المياه. وعلاوة على ذلك، كانت المياه تنقطع كثيرا عن السجن. ولا يسمح السجن بإدخال أدوات النظافة الشخصية.

وبسبب بعد سجن الوادي الجديد وطول المسافة التي يضطر الأهل لقطعها للوصول للسجن، فلا يستطيع السجناء الاعتماد على زيارات الطبلية للحصول على الطعام. وحتى حين يحضر الأهالي الطعام، فإن الإدارة لا تسمح سوى بدخول كميات قليلة لا تكفي للتخزين لبقية الأسبوع. ولذلك يكون المحتجزون مضطرين لتناول وجبات التعيين التي يقدمها السجن، والتي عادة لا تكون مطهية بشكل جيد. يوجد بالسجن أيضا كانتين، لكنه لا يقدم أصنافا كثيرة، ولا يقدم أية وجبات مطبوخة، كما أنه غير متاح للسجناء الخروج للكانتين في أي وقت، بل تقسم أيام الخروج للكانتين على العنابر.

فيما عدا عنابر التأديب، يسمح للمحتجزين بالتريض يوميا لمدة ساعتين.

الرعاية الصحية

تعد الأوضاع المعيشية المفروضة على السجناء في سجن الوادي الجديد مضرة بالصحة بحد ذاتها، سواء بسبب سوء المياه أو عدم وجود دورات مياه بزنازين التأديب أو قلة الطعام والماء المقدم للسجناء أو عدم التعرض للشمس ومنع التريض. وحسب شهادة المحتجز السابق تؤدي هذه الظروف إلى إصابات بالأمراض الجلدية وأمراض الكلى وغيرها.

حسب الشهادة التي حصلت عليها الجبهة المصرية، فإن الضابط الدكتور الموجود بالسجن قد يتجاهل عمدا الشكاوى الصحية للسجناء. كما أن مستشفى السجن لا يوفر أي شكل من أشكال الرعاية الصحية سوى المسكنات، و وفي بعض الحالات الصحية الحادة قد يتم إعطاء السجين مسكنات قوية عدة مرات بوتيرة قد تضر بصحته، دون أن تتم معالجة المشكلة الصحية التي تسببت بالآلام.

“فعليا [اتقال لنا] في الوادي الجديد احنا مش هانتحرك غير لما نلاقيك قاطع النفس. دا بيلخص كل التعامل في المستشفيات. هم مابيبتدوش يتحركوا غير لما البني آدم يموت. يعملوله بقى التقرير الطبي واللي بيبقى غالبا هبوط حاد في الدورة الدموية ويبقوا أخلوا مسؤوليتهم. غير كدا كل الطوارئ أو غير الطوارئ بيعتمد إنه يكتب يا مسكن يا مضاد حيوي.”

وتعد أخبار الوفيات بالإهمال الطبي داخل سجن الوادي الجديد أمرا معتادا، فبين عامي 2014 و2021، توفي عدد كبير من السجناء بسبب الإهمال الطبي وتدهور أوضاعهم الصحية بسبب سوء ظروف الاحتجاز، وكان آخرهم المحتجزان كمال حبيب مرزوق في أكتوبر 2020 ووفقي عبد الجابر في مارس 2020. وكثيرا ما يحيط الغموض بملابسات وفاة المحتجزين ويتم التلاعب بتقارير الطب الشرعي لتمرير الوفاة على أنها هبوط بالدورة الدموية، وذلك على الرغم من إشارات تدل على إهمال طبي جسيم وتسبب ظروف السجن بشكل مباشر في تدهور الصحة المفضي إلى الوفاة، أو ادعاءات بتورط إدارة السجن في قتل المحتجزين.

الزيارات

يعاني الأهالي من بعد المسافة للسجن. وتجرى الزيارة من خلال حاجزين سلكيين يفصلان المحتجز عن أهله وبينهما ممر. لا تتجاوز مدة الزيارة الخمس دقائق، وعلى كل جانب من السلك يتواجد مخبر أمن وطني بجانب المحتجز وبجانب الزائر ليراقب الحديث الدائر بينهما. ولا يسمح للسجناء بلقاء محاميهم بالسجن.

ويعاني الأهالي أيضا من سوء المعاملة والإهانات بالسجن أثناء التفتيش الذاتي وتفتيش متعلقات الزيارة، وقد يبلغ الأمر حد ضرب المحتجز أمام أهله، حسب الشهادة التي حصلت عليها الجبهة المصرية، وحسب شهادات وثقتها منظمات حقوقية أخرى.

المعاملة والإجراءات العقابية

حسب المعلومات التي حصلت عليها الجبهة المصرية، فإن استقبال السجناء الجدد بسجن الوادي الجديد يصحبه انتهاكات وسوء معاملة ترقى لمستوى التعذيب، وقد تشمل تغمية الأعين والضرب وتعرية المحتجزين وإبقائهم بملابسهم الداخلية فقط، وتكبيلهم من الخلف وإجبارهم على الجلوس على الأرض “مثل أسرى الحرب”، وقد يجبرهم ضباط بالإدارة كذلك على تأدية تمارين رياضية قاسية لفترات طويلة دون مراعاة للحالة الصحية التي وصلوا عليها إلى السجن، وضرب من يمتنع عن أدائها بالشوم والعصيّ. ويصحب الاستقبال أيضا حرق المتعلقات الشخصية للسجناء، وإهانات وتهديدات من الإدارة بعدم اكتراثها بحقوق السجين أو حياته في حالة عدم خضوعه التام للأوامر بالسجن.

“كناية إنهم يقدروا يموتوني يعني. مع التهديد المستمر وإن أنا مليش أي حقوق وإن انا اللي هواجهه الأيام الجاية إني هابقى في مرتبة أقل من مرتبة الحيوان.”

يستقبل سجن الوادي الجديد الكثير من السجناء المغرّبين من سجون أخرى كعقاب على “إثارة الشغب”، وحسب الأخبار المتداولة عن المحتجزين الذين يتم تغريبهم إلى السجن، فإن العقاب الموقع عليهم لا يقتصر على التغريب إلى سجن بعيد مثل سجن الوادي الجديد، بل إنه يكون بداية لعقاب مضاعف يتعرضون له عند دخولهم للسجن. وعام 2019 كان مجموعة من السجناء المرحلين من سجن برج العرب شكوا من الإبقاء عليهم بزنازين إيراد غير نظيفة لما يزيد عن شهر، بدون ملابس وأغطية كافية، وبدون أدوية أو أدوات نظافة شخصية، ودون السماح لهم بكميات كافية من الطعام والمياه. وقد تعرض حينها أحد أولئك المغرّبين للإخفاء القسري، على الرغم من تعرّضه لإصابة إثر سقوطه بحمام الزنزانة. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يشكو فيها سجناء مرحلون إلى السجن، فعام 2016 شكا عدد من أسر السجناء من ضرب ذويهم ضربا مبرحا بالأيدي والعصي فيما يسمى بـ”التشريفة”، ليس فقط عند الدخول الأول للسجن بل بعد كل ترحيلة لعرض نيابة أو محكمة. ويصاحب تلك الانتهاكات أيضًا المنع من الاستحمام والملابس والتريض والأدوية، وإجبار السجناء على النزول في الطين.

يوجد بالسجن عنبر مخصص للتأديب، ينقسم لقسمين متطابقين أحدهما يسمى “الدواعي” والآخر يسمى “التأديب”، وبكل قسم عشر زنازين تقريبا شبهها المحتجز السابق بالمقبرة. أرض الزنازين غير مستوية، كما لا توجد بها أي فتحات تهوية سوى “النظارة” الموجودة بباب الزنزانة، بمساحة 5 سم في 10 سم. وتخلو هذه الزنازين من أي دورات مياه، ويقضي المحتجز حاجته في “جردل” تسمح به الإدارة. توجد خارج الزنازين خمس دورات مياه قد يسمح للمحتجزين في التأديب أحيانا باستعمالها، لكنها غير مغطاة بأي ستائر أو أبواب. وفوق كل ذلك فالزنازين تكون غير نظيفة وتكون بها حشرات صحراوية.

لا يسمح للمحتجز بالتأديب في اليوم سوى برغيف واحد من الخبز مع قطعة جبن، بالإضافة لزجاجة مياه واحدة، ولا يسمح له بالتريض على الإطلاق. يتم إدخال المحتجز للتأديب بعد أن تنتزع منه كل متعلقاته الشخصية بما في ذلك الماء والطعام والملابس عدا الملابس الداخلية التي يرتديها المحتجز عند إدخاله للتأديب. ويمنع أيضا من الانتقال لسجون أخرى لأداء الامتحانات.

“درجة حرارة الوادي الجديد بتعدي ال50. وجوا درجة غرفة الزنزانة بتبقى لهيب مستعر ف مكناش قادرين ناخد نفسنا وكنا بنلجأ ساعات أن احنا نزحف كل واحد جوا زنزانته يزحف تحت عقب الباب عشان يحاول يدخل له اوكسجين. طبعا مابنشوفش ضوء مفيش ضوء خالص.”

وعلى الرغم من الخطر الذي تمثله الأوضاع في التأديب على المحتجزين، فقد أفاد المحتجز السابق الذي تحدثت إليه الجبهة المصرية بأن طبيب السجن لا يمرّ على المودعين بالتأديب سوى مرة واحدة بالأسبوع، ولا تتجاوز الرعاية الطبية الذي يقدمها إعطاء المسكنات للمحتجزين الذين لديهم أي شكاوى طبية.

تتداول الكثير من المعلومات بشأن وقائع تعذيب حدثت داخل أسوار سجن الوادي الجديد – وقد أفضى بعضها لوفيات – تورط فيها ضباط ومخبرون. ويشمل ذلك أيضا أشكال من التعذيب النفسي للسجناء، فحسب معلومات أدلى بها الباحث الحقوقي أحمد مفرح لموقع مصر العربية:

“تقوم إدارة السجن بإجبار المعتقلين علي لبس بدلة الإعدام الحمراء وتقوم بوزنهم كل إسبوع لإختيار نوع الحبل المستخدم في الإعدام مع عدم إخراجهم من الزنازين للتعرض للشمس والتريض، مما أدى إلي إصابتهم بأمراض جلدية.”

تستعمل الإدارة أيضا بعض السجناء المحتجزين على خلفية تهم “جنائية” لمراقبة من هم على خلفية تهم “سياسية”، مقابل بعض الامتيازات مثل عدم غلق زنازينهم طوال اليوم.

التعليم والتواصل مع العالم الخارجي

وفقًا لشهادة المحتجز السابق بالسجن، تتعنت إدارة السجن في إدخال أية كتب دراسية أو جرائد في الزيارات، كما ترفض بشكل قاطع خروج المحتجزين لمكتبة السجن.

 

where to buy viagra buy generic 100mg viagra online
buy amoxicillin online can you buy amoxicillin over the counter
buy ivermectin online buy ivermectin for humans
viagra before and after photos how long does viagra last
buy viagra online where can i buy viagra