تطالب الجبهة المصرية لحقوق الإنسان المركز الطبى بمركز الإصلاح والتأهيل ببدر بالتوقف الفوري عن التعنت في تقديم الرعاية الطبية الفورية والمستحقة للمحتجز محمد أوسام عبدالعزيز علي راشد ( 31 عام – طالب بكلية الهندسة قسم ميكاترونكس)، والذي يحتاج إلي تدخل جراحى عاجل لإنقاذ حياته، وذلك نظرًا إلي تدهور حالته الصحية خلال التسع سنوات السابقة بسبب الإهمال الطبى داخل أماكن الاحتجاز التي كان بها.
وفقًا لتقارير طبية اطلعت عليها الجبهة المصرية، شخصت جامعة الزقازيق محمد قبل القبض عليه في 20 أبريل 2015 كونه مصاب بمرض الصفراء الانسدادية وضيق خلقي فى القناة المرارية الرئيسية ” قطرها أقل من الطبيعي” والتي توجد بين الكبد والمرارة، حيث يؤدي هذا الانسداد في القناة لارتفاع نسبة الصفراء فى الدم مما يؤدي لحدوث مضاعفات، وكانت قد أجريت له قبل ثلاث شهور من القبض عليه في 27 يناير 2015 جراحة أولية لتنظيف القناة المرارية وتم تركيب دعامة مؤقتة تستمر بين ثلاثة إلى أربعة أشهر يتم بعدها فحص الحالة لبيان خطوة العلاج التالية، إما بتركيب دعامة ثابتة أو إجراء جراحة تحويل مسار القناة قبل نقطة الضيق إلى الإثنى عشر، حيث ألقي القبض عليه قبل استخراج الدعامة
جدير بالذكر أنه بعد إلقاء القبض على محمد أوسام من منزله في 20 أبريل 2015 فى مدينة الزقازيق، وتعرضه للإخفاء القسري لمدة اسبوعين تدهورت حالته الصحية نتيجة لمنع الأدوية المقررة ونظام تناول السوائل اليومى، ما أدى إلى انسداد كامل فى الدعامة التى تم تركيبها قبل القبض بثلاثة أشهر.
وفي تاريخ 15 يوليو 2105 أجريت لمحمد جراحة داخل سجن برج العرب الذي تم احتجازه بداخلها، وتم استخراج الدعامة المؤقتة وتحرّر تقرير طبي بالحالة جاء مضمونها “وجود التهابات شديدة ونسبة صديد عالية فى مجرى القناة لا يمكن معها أى إجراء آخر فى وقت استخراج الدعامة من القناة وكذلك تصلب مُزمن فى القناة المرارية الرئيسية والقنوات الفرعية داخل الكبد”. منذ هذا التاريخ لم يتلقى محمد الرعاية الطبية اللازمة سوى تناول الأدوية التى يستطيع الأهل إدخالها فقط.
مؤخرًا، وفى 17 يونيو 2023، ازداد تدهور الحالة الصحية لمحمد، فتعرض للإغماء، ليتم نقله إلي مستشفى السجن فى برج العرب، حيث دخل هناك فى غيبوبة لمدة أسبوعين ولم تتحسن الحالة، ليتم نقله بعد ذلك إلى المركز الطبي فى وادى النطرون لإجراء الفحوصات اللازمة والتى ظهرت نتيجتها بوجود تضخم في الكبد والطحال والبنكرياس والتهاب شديد، وتورم في الغدد اللمفاوية، وانسدادات متعددة فى القنوات المرارية بما يستدعى إجراء جراحة عاجلة وتحويل مسار بالمركز الطبي بمجمع إصلاح وتأهيل بدر.
بعد تحويله إلى المركز الطبى بمركز الإصلاح والتأهيل في منطقة بدر وبعد إجراء عدة فحوصات وأشعة هناك، رفض الطبيب المسؤول إجراء عملية جراحية له بدعوى أن الحالة لا تحتاج لتدخل جراحى وأمر بعودته الى مكان احتجازه مع استمراره على تناول المسكنات والأدوية فقط، متجاهلا كافة التقارير الطبية الصادرة من المركز الطبي بسجن برج العرب وكذلك المركز الطبي بمركز الإصلاح والتأهيل فى وادى النطرون، والتقارير الطبية المقدمة من الأسرة، والصادرة من مستشفي جامعة الزقازيق والمجلس الطبي المتخصص في وزارة الصحة والإدارة الصحية في العاشر من رمضان، والتى تثبت تشخيص الحالة الصحية لمحمد قبل القبض عليه.
جدير بالذكر بأن محمد أوسام محبوس منذ القبض عليه في أبريل 2015 على ذمة القضية رقم 89 لسنة 2015 جزئي الزقازيق والمقيدة برقم 321 لسنة 2015 كلى عسكرى الإسماعيلية، وحكم عليه بالسجن بخمسة عشر عامًا فى 4 مارس 2016.
تطالب الجبهة المصرية قطاع مصلحة السجون وإدارة سجن بدر بتقديم الرعاية الطبية اللازمة والسماح لمحمد أوسام بإجراء جراحة عاجلة لتحويل مسار القناة المرارية ووضعه تحت الملاحظة لمراقبة تضخم الكبد والبنكرياس والطحال، أو السماح لذويه بإجراء الجراحة على نفقتهم الخاصة، وتحملهم المسؤولية الكاملة حال التدهور فى حالته الصحية. كما تعبر الجبهة عن قلقها من لحاق المركز الطبي التابع لمجمع سجون بدر بمسلسل الإهمال الطبي والامتناع عن تقديم الرعاية الطبية الملائمة للمحتجزين والمتفشي في عديد من أماكن الاحتجاز داخل مصر والتى أصبحت أماكن تسرع من تدهور الأوضاع الصحية للمحتجزين بداخلها، محبوسين ومحكومين.